الإيجابية أسلوب حياة

 هناك شخص إيجابي وهناك شخص سلبي، متفائل ومتشائم، مثار ومحبط، منجز ومؤجل، أيهم تريد أن تصبح؟

إن كنت تعش بإيجابية فسترى الأمور بتفاؤل، لن تنقد الأخطاء بل ستبحث عن حلول، لن ترى مساوئ من حولك بل ستصب تركيزك على محاسنهم، لن تستسلم إن لم تسرِ الأمور بما تشتهيه نفسك بل ستحاول مجددًا وبمختلف الطرق. ستنظر لنصف الكأس الممتلئ، ستنتظر المطر بشوق، ستعمل بجد، ستقبل النقد، ستطور من نفسك، والأهم من كل هذا.. ستبحث عن سعادتك. وإن عشت بسلبية فلن ترى إلا الفشل والاستسلام مصبًّا لعينيك.

إذًا كيف تصبح إيجابيًا؟

تقول الكاتبة الراحلة آناييز نين:

" نحن لا نرى الأشياء كما هي؛ نراهم كما نحن."

ولنرى الأمور بإيجابية فعلينا أن نصبح إيجابيين بدءًا بنظرتنا لأنفسنا. هذه بعض الطباع التي استخلصتها من مختلف المواقع والتي أفادتني شخصيًا وأتمنى أن تفيدكم:

  1. ابحث عن الإيجابية في المواقف السلبية. نجد أنفسنا أحيانًا في منتصف موقف سلبي كتكاسلنا عن أمر أردنا إنجازه، أو تقصيرنا في علاقاتنا مع الأشخاص من حولنا، أو ربما تسليم عمل لعميل لم ننجزه بالطريقة المطلوبة. النظرة السلبية ستكون بتعنيفك لذاتك ونعتها بكلمات محبطة. أما النظرة الإيجابية هي حين نسأل أنفسنا عن الحلول أو الدروس التي تعلمناها من ذلك الموقف
  2. لتكون قادرًا على البقاء إيجابيًا، من الضروري أن يكون لك مؤثرات في حياتك تدعمك وترفعك بدلاً من جرّك إلى أسفل. فاصنع لنفسك معيشة إيجابية، وابدأ يومك إيجابيًا. توقف عن متابعة الحسابات التي تسلب منك إيجابيتك من مواقع التواصل الاجتماعي، لا تمضي الكثير من الوقت مع التقنيات سواء التلفاز أو الهاتف، وامضه مع الأشخاص الإيجابيين من حولك. إقرأ أو ارسم أو مارس هواياتك أيًّا كانت واصنع لها الوقت إن لم يكن يوميًّا فاجعلها أسبوعيًّا على الأقل
  3. لا تقسوا على نفسك وتجهد عقلك بعجلة الحياة وضغطها، خذ ولو بعض الوقت للاسترخاء بعيدًا عن الضغوطات. أمارس ذلك أحيانًا بالتحديق في الجدران والتركيز في تنفسي بصمت لمدة عشر دقائق؛ يجعل ذلك تركيزي في العمل لاحقًا أكثر صفاءًا وهدوءًا وإنجازًا. بشكل آخر؛ لا تجعل المنحدر جبلًا بتوترك؛ بل اصمت، ركز ثم إبدأ.
  4. لا تخف، وانطلق. قال لنا دكتور الجامعة في أحد المواد بأن الفرص لا تُترك، بل تُسلب. لذا قد تجد نفسك أمام فرصة تراها أكبر من قدراتك أو استطاعتك فتبتعد عنها، أو قد تجد أن أحلامك وما تتمنى إنجازه مليء بالعثرات والتحديات. حتى تكن إيجابيًا عليك بالمغامرة المنطقية، اركض خلف أحلامك، ولا تخشى الفشل. الفشل لا يقع عليك إلا إن استسلمت، ولكن إن انتصبت وحاولت مجددًا.. فأنت إذًا لم تفشل
  5. الإيجابية معدية، لذا حاول أن تجعل المكان من حولك إيجابيًا بتصرفاتك وإيجابيتك مع الآخرين، كمساعدتك لزملائك، استماعك لمشاكلهم أو قصصهم، وإيجابيتك في ملامح وجهك ولغة جسدك التي باستطاعتها ضخ الطاقة والحماس فيمن حولك. أحب نفسك وامدحها وتقبلها، أحب الآخرين وتقبلهم وانظر لإيجابياتهم
  6. إيجابيتك في حياتك الخاصة، في طعامك ولياقتك ونومك، فالعقل السليم في الجسم السليم
  7. تقبل النقد بإيجابية وانظر له كنقد بنَّاء؛ لا تفقد أعصابك ولا تشعر بالإهانة أو أن شخصًا انتقص منك، لا تأخذ النقد بشخصية وخذه بموضوعية، استمع وانصت، أجب إن أردت الإجابة أو التوضيح ولكن لا تدافع، وإن لم ترد الإجابة فهذا أبسط حقوقك
  8. عش يومك، الآن وليس البارحة أو الغد. انظر للأمور الصغيرة في يومك واترك لها المجال لتغمرك بالسعادة، فالسعادة تكمن في أصغر الأشياء.
الإيجابية ليست إلا أسلوب حياة، باستطاعتنا جميعا الامتثال بها وتطبيقها. قد تكون مرهقة في بداية الأمر، ولكنها حتمًا مجزية. 


تعليقات