(المفيد من كتاب الشيء الوحيد للكاتبين جاري كيلير وجاي باباسان)
قراءة كتب الأعمال قد تكون ثقيلة، خاصةً إذا احتوت على الكثير من التفاصيل التي لا نفقه فيها، لكن هذا الكتاب واضح من عنوانه "الشيء الوحيد". كتاب سهل بسيط واضح، قد تكون أفكاره في الكتاب مكرّرة ومتّصلة بشكل ملحوظ، إلّا أنّ في الإعادة إفادة. لا أعتقد أنّ له نسخة مترجمة للعربية، لذا قد تكون النقاط التالية مفيدة بما فيه الكفاية.
(بعض الاقتباسات لم تتم ترجمتها ترجمة حرفية حفاظًا على المعنى والتشبيه)
شيء واحد يكفي لزيادة إرادتك
" ليس لديك إلا كمّ معين من الوقت والطاقة. لذا عندما توسع طاقتك ووقتك ما بين هذا وذاك، ستتسع حتى تتلاشى.."
علينا أن نقتنع أولًا أننا بشر ولسنا آلات قادرة على العمل 24/7، أي أنّ طاقتنا ستنتهي لا محالة، وربّما حتّى إرادتنا ستذبل إن لم نشعر بالإنجاز. لذا، فإنّ الفكرة الرئيسة من الكتاب هي "التركيز". صبّ طاقتك وتركيزك في هدف واحد كبير، ومن ثم اختار شيئًا واحدًا صغيرًا يكون خط البداية لك. تبنّى الكاتبين سؤالًا إن كررته على نفسك كلما أردت العمل قد يضيء لك طريق الخطوة التالية وهو: ما هو الشيء الواحد الذي إن فعلته الآن، كل الأشياء الأخرى تصبح أسهل؟ فإن كنت كاتبًا مثلًا تنوي كتابة رواية، ربما يكون الشيء الأول هو شخصية البطل/ة؛ من هو وما اسمه وما صفاته وعائلته...الخ. بدلًا من أن تفكر في الشخصيات كافة ومحور القصة وطولها من قصرها في نفس الوقت، فتملؤ عقلك بالأفكار الكثيرة حتى تتشتت ولا تنجز شيئاً.
شيء واحد كافي لتغيير حياتك
" لا أحد ينجح وحده. لا أحد.."
قد يكون الشيء حدثًا، أو شخصًا. وهذا بالفعل ما حدث معي، لم أفكر يومًا في الكتابة القصصية حتى قالت لي معلمة الّلغة العربية في المرحلة المتوسطة "ستصبحين كاتبة عظيمة"، فتغيرت حياتي وأصبح ذلك هدفي.
عليك أيضًا أن تعرف أنك بحاجة للمساعدة؛ أن تعتقد أنك قادر على فعل كل شيء وحدك، يعني ذلك تشتتك بين أهدافك واحتياجاتك حتى تضعف إنتاجيتك. بينما طلب المساعدة خاصة في الأشياء التي لا تعرفها قد يختصر عليك الوقت والمجهود، وأنت بحاجتهما لتحقيق هدفك الأساسي.
حدد أولوياتك؛ الأهم فالمهم
"المنجزون يعملون دائمًا من إحساس واضح بالأولوية."
الأولويّة تعني أن يكون على قمة القائمة شيء واحد فقط، وفي كلّ مركز في القائمة شيء واحد فقط أيضًا، بالتالي تتضح لك الصورة وتعرف ما عليك فعله الآن. اعتقادك بأنك قادر على فعل أكثر من شيء في نفس الوقت سيتسبب في إفسادك له أو على الأقل ستقل انتاجيتك في كل واحدة منهم. كما أن تحديد الأولوية يعني أن هناك أشياء عليك التنازل عنها، في حالتي مثلا اضطررت للتنازل عن وظيفتي وعن خدماتي التسويقية في سبيل الكتابة والعمل على مؤسستي. ولم يكن ذلك سهلا، إلّا أنّه كان ضروريًّا لزيادة الإنتاج، وأثر ذلك بالفعل على إنتاجيتي حتى أصبحت أكثر بما يقارب 40%. لذا تذكر بأن النجاح متسلسلًا وليس متوازيًّا، انتهي من شيء واحد وستسهل الخطوات التالية بعده.
التوازن مفتاح النجاح
"عند يكون العيش بإعطاء الوقت لما يهم فتعيش حياة كاملة، يكون ذلك عملًا متزنًا."
يظن روّاد الأعمال أحيانًا أنّ فترة تأسيس الشركة تعني انشغالهم التام عن الترفيه وعن حياتهم الاجتماعية والأسرية، وهو في نظر الكاتبين اعتقاد خاطئ. فالحصول على الطاقة شيء مهم، وإن كنت تستمد طاقتك من تلك الأمور، فالاستغناء عنها شيء سيء. لذا يقترح نظام الـ (Time Blocking) أو حجز الوقت، وهو نظام رائع جربته شخصيًّا، خاصة إن كان عملك إبداعيًّا. يكون النظام بأن تحدد مثلًا أيام الأسبوع للعمل، وأيام نهاية الأسبوع للترفيه والعائلة والأصدقاء. ومن ثمّ تحدد ساعات العمل لأمور مختلفة مع ترك وقت كافٍ للنوم. والمعنى بحجز الوقت للعمل (ولو كنت تعمل وحدك) هو انعزالك عن المكان. وما يجعل هذا النظام أكثر فعالية هو الدعم ممن حولك، فيتركوك في عزلتك ولا يتوقعوا منك الحصول على وقتهم الخاص إلا في نهاية الأسبوع.
دع أحلامك تصل عنان السماء
"النجاح هو القيام بالشيء الصحيح، وليس القيام بكل شيء بشكل صحيح."
للنجاح في مشروعك أو عملك أو هدفك، عليك أن توسع مداركك وتوقعاتك من نفسك، وذلك بعد أن يكون الهدف واضحًا وفي مقدمة أولوياتك. فإن كنت تريد الوصول لمثلا 10% زيادة في المبيعات، اعمل للحصول على 20%. وذلك سيضمن لك وصولك للهدف الأساسي مع احتمالية زيادته أيضًا. ولتحلم حلمًا كبيرًا، عليك أن تعرف أولًا ما هي غايتك، لماذا تفعل ما تفعل؟ ما الذي تريد الوصول إليه؟ وعندما يصبح الهدف الكبير واضحًا وصريحًا، انظر لليوم.. ما الشيء الذي إذا فعلته اليوم سيجعل ذلك الحلم أقرب؟ وافعله، وعندما تنتهي فكّر في الشيء الذي يليه ويقربك من الحلم.. وهكذا.
الختام
في النهاية، والمغزى من الكتاب الأساسي في رأيي هو التركيز والتوازن، كلّما عملت بقانون ال 20/80 ، كلّما عملت أقلّ ولكن أنجزت أكثر وبمستوى أفضل، وكلّما أيضًا أصبحت صحتك النفسية في حال أفضل بعيدًا عن التوتر والإحباط.
تعليقات
إرسال تعليق