كيف تطور محتواك "الشخصي أو العملي"

نرى حاليا أن معظم المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي أصبحوا أكثر فعالية ومشاركة؛ لكن قد تكون مشاركاتهم غير متناسقة مع شخصيتهم أو شخصية شركتهم. وذلك بالرغم من أنهم انشغلوا كثيرًا وبحثوا كثيرًا عن كيفية تطوير المحتوى الرقمي، عمّا يجب أن تتحدث شركتهم؟ ما المفترض كتابته في إنستغرام؟ أو ماذا يكتبون في تويتر؟ هل تكون الكتابة مكررة ومنسوخة؟ هل عليهم التغيير من أسلوبهم؟ هل أسلوبهم في حساباتهم الشخصية مشابه تمامً لأسلوبهم في حساب شركتهم الخاصة؟

كل هذه التساؤلات لابد وأنها تدور في عقلك وعقولهم، وهنا أحاول معم أن نجد الإجابة:

مبدئيًّا، ماهي خطوات كتابة المحتوى؟

  1. ابدأ بالبحث أولاً؛ سواءً كان المحتوى لاستخدامك الشخصي أو لشركتك، عليك البحث عن المواضيع الممكن الكتابة عنها والتي تتوافق مع جمهورك واهتماماتهم. وكثيرًا ما نجد البعض يخطئ في المواضيع التي يطرحها مثلا على لينكدإن فتكون مشابهة لتلك التي يطرحها على إنستغرام وفيسبوك برغم اختلاف اهتمامات الجماهير في تلك المنصات عن بعضهم البعض. أو يكون شخصًا مختصًا في التسويق ومتابعيه مهتمون بمواضيع الأعمال والتسويق، وتجد أنه يتحدث عن السياسة. لذا؛ يجب أن تكون المواضيع المطروحة مناسبة لجمهورك المستهدف.
  2. حلّل تلك المعلومات اللاتي جمعت؛ عمّ تستطيع أن تكتب، مالمواضيع التي تقع تحت اهتماماتك وتتناسب معك، كيف تتوافق خبرتك "أو خبرة شركتك" مع تلك المواضيع. فأنا مثلا مهتمة بالتسويق وبالكتابة الأدبية وإدارة الأعمال والحياة الإيجابية والتصميم الداخلي، إلا أن جمهوري ليس من المشترط أن تكون كل هذه المواضيع من اهتماماته، فمثلا لاحظت أن مواضيع التصميم الداخلي لا تلفت انتباههم نهائيًا وعلى جميع المنصات، لذلك توقفت عن إصدار محتوى عنها. وأيضًا، الكثير منهم مهتم بالتوظيف، ولكن التوظيف ليس من تخصصي ولا من خبراتي، لذا لا أصدر أي محتوى عنه. إذا؛ حلل جمهورك المستهدف ونفسك أيضا حتى تصل للمواضيع المناسبة لكليكما.
  3. ابدأ بتصميم استراتيجية المحتوى؛ ارسم الخطة، فصل المواضيع، وزعها في تقويم بالأيام وساعات النشر، بنوع المنشور "صورة، فيديو، مقال، جملة مختصرة… الخ". هذا التخطيط سيحافظ على استمرارية محتواك وثباته، كما سيساعدك على معرفة ذوق جمهورك أكثر. فقد تجد إقبالا على نوع من المحتوى أكثر من غيره، فيتنج عن ذلك زيادة تركيزك على ذلك النوع من المحتوى. كما يساعدك التخطيط في عدم تكرار نفسك ومواضيعك، وإن كان هناك تكرار فستحرص على أن تضع مسافة جيدة بين الموضوعين فيكون بمثابة التذكير وليس التكرار.
  4. اجعل لكل منصَّة استراتيجية محتوى خاصة بها؛ متابعيك على مختلف المنصّات يملكون اهتمامات مختلفة، بالتالي عليك توجيه مواضيعك بما يناسب المنصّة وبما يناسب الجمهور أيضًا. فبالنسبة لي مثلا، مشاركاتي على منصة لينكدإن أغلبها عن التسويق، بينما تويتر فيحتوي على اقتباسات أدبية، أما انستغرام فتركيزه على الكتب التي أقرأها وبعض من الدعايات لرواياتي الجديدة. ولكن المتفق بين جميع المنصات هو كتابتي باللغة العربية وذلك لملاحظتي بتفاعل جمهوري بشكل أفضل حين أكتب بالعربية الفصحى، وهذا مايجعل أسلوبي مميزا لجمهوري المستهدف.
  5. اجعل لكل موضوع عنوانًا ملفتًا ومميزًا متناسبًا مع جمهورك. احذر من أن تكون عناوينك طويلة جدا أو مشابهة للبحوث العلمية؛ أنت تكتب في منصات اجتماعية خفيفة على القرّاء.
  6. تأكد من أن أسلوبك متناسقًا مع شخصيتك "أو شخصية شركتك"؛ وتأكد من تميزك. فإن كانت شخصيتك وجمهورك المستهدف يفضلون خفيفي الظل، سيظهر ذلك في لغة كتابتك واختيارك للمحتوى البصري والكلمات المستخدمة، وإن كانوا جادين وعمليين فسيكون عنوانك واضحا ومفصلا، حديثك لبق ومنمق، ولهجتك بعيدة عن العامية وأقرب إلى المهنية.
  7. نوّع في المواضيع ولكن احذر البعثرة والتشتت. كما قلنا سابقا، لجمهورك اهتمامات مختلفة ولك أيضا، لا تكرر نفسك كثيرا بل جرب طرح مواضيع مختلفة لتعرف مدى اهتمام جمهورك بها، ولكن لا تكن ممن يتحدث في كل شيء وعن أي شيء اعتقادا منه أنها ثقافة عامة وماهي إلا بلبلة مشتتة وغير مستهدفة. كن منظما لتصبح مميزا.
  8. تأكد من استخدامك لكل مقومات المحتوى الرقمي من وسم وكلمات مميزة حتى تساعد محتواك على الانتشار والوصول لأكبر عدد من المشاهدين والمتفاعلين.
  9. وأخيرًا؛ راجع محتواك وتأكد منه إملائيًّا ونحويًّا قبل نشره أو ترويجه. فبعض المنصات لا تسمح لك بالتعديل بعد النشر، ولا تريد أن يعتقد جمهورك بأنك لا تقدرهم وتقدر وقتهم كقرّاء.

ولكن، كيف تتأكد من تناسب المحتوى مع جمهورك أو مع أسلوبك واهتماماتك؟

يكون ذلك بفهمك لنفسك وشركتك، وبناء العلامة التجارية لك ولشركتك قبل أن تفكر في بناء المحتوى، وهذه بعض الطرق التي أنصح بها:

  • إن كان المحتوى شخصي فعليك فهم نفسك، شخصيتك، احتياجاتك، وعلامتك التجارية التي تريد إيصالها لمتابعيك
    • يمكنك أخذ اختبار لمعرفة شخصيتك من مختلف المواقع مثل 16personalities.com
    • يمكنك أخذ دورات Personal Branding أو العلامة المهنية الشخصية لتحدد مسارك وأسلوبك المهني
  • إن كان المحتوى لشركتك، فعليك تحديد الشخصية المناسبة لشركتك وبالتالي معرفة أسلوب الشركة والمواضيع التي عادة ما تتحدث عنها الشركات المشابهة لشركتك.
    • مثلًا: بعض الشركات تعليمية فتجد معظم محتوياتها تتحدث عن كيفية القيام بأمور معينة، البعض الآخر خيالية فتجدها تتحدث عن أمور مستقبلية أو غير واقعية.
    • ابحث عن Brand Archetypes واقرأ عنها لمعرفة المزيد عن شخصية العلامة التجارية.
وبذلك، وإن كنت تقوم بنشر محتوى لنفسك ولشركتك بنفسك، سيكون أسلوبك في كلا المواقع مختلف تمامًا، ومواضيعك أيضًا مختلفة ومتنوعة.

مصادر:


 

تعليقات